ما هي البواسير
تُعرف البواسير بأنها أوعية دموية متمددة منتفخة تقع في أسفل جدار المستقيم والشرج، نتيجة الضغط داخل تلك الاوعية يحدث هذا التورم بها وتشكل كتل داخل الشرج أو خارجه مسببة الشعور بالألم، وأحياناً النزيف من تلك الأوعية الدموية المتورمة، وفي هذا المقال سوف نتناول أهم ما يخص علاج البواسير
أسباب البواسير
توجد عدة أسباب تتسبب في حدوث البواسير، ومن أهمها ما يلي:
- بذل الجهد الشديد أثناء التبرز.
- الإسهال المزمن.
- الإمساك المزمن.
- طول فترة الجلوس على المرحاض للتبرز.
- تناول طعام قليل الألياف.
- الحمل.
- رفع الأحمال الثقيلة.
- الوقوف لفترات طويلة.
- التقدم في العمر.
- السمنة المفرطة.
الأعراض
توجد عدة أعراض يمكن أن ينبه ظهورها المريض بإصابته بالبواسير، ومن أهم تلك الأعراض ما يلي:
- الإحساس بألم أثناء التبرز.
- حدوث نزيف من فتحة الشرج واكتشاف بعض قطرات الدم بالمرحاض.
- تدلي الجزء السفلي من المستقيم خارج الشرج.
- انتفاخ وتورم بالشرج.
- تهيج في فتحة الشرج والشعور بالحكة حولها.
بعض المعلومات الرئيسية حول البواسير
تعتبر البواسير من الإصابات المزعجة حيث يتسبب تمدد الأوردة داخل المستقيم والشرج شعوراً بالحكة، وعدم الراحة أثناء التبرز، بل عند إهمال علاجها أيضا يزداد التورم بتلك الأوردة نتيجة زيادة الضغط بداخلها مسببة حدوث نزيف.يُعد من أشهر مسببات حدوث البواسير الإجهاد أثناء التبرز، والإمساك، والحمل حيث يؤدي زيادة حجم ووزن الرحم إلي الضغط علي الأوردة في المستقيم والشرج كما يعمل هرمون البروجيسترون على ارتخاء العضلات وتمدد الأوعية الدموية والإمساك، مسبباً حدوث البواسير في ١٥ بالمائة من السيدات أثناء الحمل، وتزيد تلك الأعراض في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل.
وتُعد البواسير مرض شائع بين الرجال والنساء، ويمكن استخدام بعض العلاجات المنزلية أو الكريمات الطبية لتخفيف حدتها.
أنواع البواسير
يتم تحديد أنواع البواسير حسب مكان تواجدها، وتشمل تلك الأنواع ما يلي:
- البواسير الداخلية
وهي تمدد بالاوردة بالجزء السفلي داخل المستقيم فلا يمكن رؤيتها او تحسسها ولكن تسبب الشعور بالألم والانزعاج أثناء التبرز، ويمكن أن تكون مصحوبة بوجود دم مع البراز نتيجة للنزيف من تلك الأوردة ، لكنها ليست خطيرة إذ يمكن أن تُشفى من تلقاء ذاتها.
- البواسير الخارجية
توجد البواسير الخارجية على فتحة الشرج( السطح الذي يخرج منه البراز)، وهي انتفاخ وتورم بالشرج يسبب الحكة والشعور بعدم الراحة أثناء التبرز، ومع إهمال علاجها يمكن أن تكون مصحوبة بنزيف. تعمل الكريمات الطبية على تخفيف التورم والألم الناتجان عن البواسير الخارجية.
- البواسير الهابطة
تظهر البواسير الهابطة نتيجة تورم البواسير الداخلية، والتصاقها بفتحة الشرج. تظهر البواسير الهابطة على شكل كتل حمراء متورمة، أو على شكل بروز خارج فتحة الشرج.
- البواسير المخثورة
تحتوي البواسير الخثرية على جلطات دموية، تظهر على هيئة كتل حول فتحة الشرج.
كيفية تشخيص البواسير
يقوم الطبيب ببعض فحوصات معتمدة على نوع البواسير:
البواسير الخارجية: يتمكن الطبيب من خلال فحص منطقة الشرج رؤية البواسير الخارجية .
البواسير الداخلية: تحتاج البواسير الداخلية فحص داخلي عن طريق إدخال إصبع الطبيب داخل فتحة الشرج، لتحسس وجود الزوائد المتمددة والمنتفخة للأوردة بعد ارتداء قفاز واستخدام مزلق.
يستطيع الطبيب تشخيص البواسير الداخلية ايضاً باستخدام المنظار سواء كان منظار الشرج، أو منظار المستقيم، أو المنظار السيني، حيث يمكنه من تصوير الجدار الداخلي للمستقيم في الحالات التي يصعب تشخيصها عندما تكون البواسير الداخلية ملساء يصعب تحسسها بإصبع الطبيب.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
يجب الذهاب الى مركز الجراحة العامة لاستشارة الطبيب عند ظهور نزيف أثناء التبرز وتغير لون البراز، واستمرار تلك الأعراض دون تحسن مدة تزيد عن أسبوع يجب استشارة طبيب الجراحة المتخصص، حيث ان نزيف الشرج يمكن أن تسببه بعض الامراض الاخرى مثل سرطان المستقيم، أو سرطان القولون.
عند تعرضك للنزيف بكمية كبير لا يٌنصح بالانتظار، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث هبوط وإغماء، فلا تتأخر واطلب الطوارئ على الفور لمساعدتك.
مضاعفات البواسير
تعتبر مضاعفات البواسير غير شائعة ولكن إهمالها دون علاج يمكن أن يتسبب فيما يلي:
- الأنيميا وفقر الدم:
نتيجة النزيف المستمر لفترات طويلة يفقد المريض الهيموجلوبين بكثرة مسبباً ذلك انخفاض ملحوظ بعدد كريات الدم الحمراء، ويظهر ذلك في أعراض الدوخة والإجهاد والصداع، ويمكن تشخيصه بتحليل عد كريات الدم الكامل.
- الإغماء المتكرر والذي ينتج عن الهبوط بسبب النزيف والأنيميا.
- العدوى نتيجة انتقال البكتيريا والفطريات الموجودة بالفضلات إلى الأنسجة المحتقنة والنازفة احياناً في المستقيم والشرج.
مخاطر البواسير
من أهم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المريض هو نزيف البواسير من خلال المستقيم والشرج، مما يتسبب في حدوث فقد لكرات الدم الحمراء، وما يترتب على ذلك من أعراض الدوخة أو الإغماء، ومن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها مريض البواسير أيضاً هي حدوث جلطات دموية في البواسير الخارجية نتيجة الاحتقان المتفاقم لأوردة المستقيم والشرج.
طرق علاج البواسير
تختلف طريقة علاج البواسير حسب اختلاف حالة كل مريض حيث يستخدم المريض بعض العلاجات المنزلية في بداية إحساسه بعدم الراحة في محاولة للتخلص من الألم الذي تسببه البواسير، وعند استشارة الطبيب يقوم بتقييم حالة البواسير بعد الفحص الظاهري لتحديد نوعها، ويستطيع ايضاً إجراء بعض الأشعات أو استخدام المنظار للوصول إلى التشخيص الدقيق للبواسير الداخلية. يستخدم الطبيب العلاج الدوائي في الحالات البسيطة والمتوسطة، وقد يضطر إلى الجراحة في الحالات الشديدة، ومن أهم طرق علاج البواسير ما يلي:
العلاجات المنزلية
يبدأ المريض في البحث عن حلول منزلية لتخفيف الشعور بعدم الراحة عند التبرز، على سبيل المثال:
- استخدام الماء الدافئ لمدة 10 دقائق فوق منطقة البواسير من ثلاث إلى أربع مرات يومياً بانتظام.
- استخدام الكريمات الموضعية لتخفيف الألم.
- تناول طعام غني بالألياف.
- تناول أطعمة تمنع الامساك، مثل التفاح، والكمثرى، والتين، والكيوي، والبرقوق، والسبانخ، والبروكلي.
- تجنب استخدام ورق المرحاض الجاف المحتوي على كحول، واستبداله بآخر رطب.
العلاج بالأدوية
من أهم الأدوية التي يصفها الطبيب لمريض البواسير هي:
- مقوي الأوعية الدموية لزيادة قدرة جدران الأوردة علي الانقباض، وتقليل التورم والتمدد بها.
- المضادات الحيوية لعلاج أنواع العدوى البكتيرية التي تصيب المستقيم والشرج.
- مضادات الفطريات لعلاج أنواع الفطريات التي تسبب العدوى والتهاب المستقيم والشرج.
- مضادات التورم لتقليل التورم و الانتفاخ والالتهاب بالبواسير.
- الكريمات التي تحتوي على مخدر موضعي لتقليل إحساس المريض بالألم.
- الكريمات التي تحتوي على كورتيزون والتي تعمل على علاج التهاب الأنسجة وتقليل الحكة بها.
- مسكنات الألم التي تعمل بشكل مباشر على تقليل الشعور بالألم في ذروة الالتهاب.
استئصال الجلطة الدموية للبواسير الخارجية
يُعد من أسباب الشعور بالألم الشديد بمنطقة الشرج هو حدوث جلطة بالبواسير الخارجية، ولا يشعر المريض بالراحة إلا بعد إجراء جراحة لاستئصال البواسير. يفضل إجراء تلك الجراحة خلال فترة لا تزيد عن 72 ساعة ويمكن أن تتم تلك الجراحة باستخدام التخدير النصفي.
إجراءات طفيفة التوغل
هناك بعض حالات البواسير التي لا يجدي فيها العلاج الدوائي نفعاً، لذلك يلجأ الطبيب إلى مناقشة حلول التدخل الطفيف، والتي يمكن إجراؤها في العيادات بدون تخدير المريض، ومن أهم تلك الإجراءات ما يلي:
- ربط البواسير الداخلية بشريط مطاطي ليقطع عنها الإمداد الدموي، ومن ثم تتيبس وتسقط بدون جراحة خلال اسبوع من ربطه. يمكن حدوث نزيف محدود نتيجة ذلك الربط ولكنه اجراء يمكن ان يترتب عليه مضاعفات أخرى أيضاً.
- المعالجة بالتصلب وهو إجراء يتم فيه حقن مادة داخل البواسير، حتي ينكمش حجمها، ويمكن أن يسبب ألماً خفيفاً أثناء الحقن، ولكن يعتبر هذا الإجراء أقل فاعلية من ربط البواسير باستخدام شريط مطاطي.
- العلاج بالليزر وهي تقنية لعمل تخثر في الأوعية الدموية للبواسير الداخلية الصغيرة التي تنزف بشكل محدود. يتم ذلك عن طريق الكي ويمكن استخدام الأشعة تحت الحمراء أيضاً لتحقيق نفس النتائج.
الاجراءات الجراحية
يتماثل معظم مرضى البواسير الشفاء من خلال استخدام العلاج الدوائي، أو إجراءات التدخل الطفيف، وتزول أعراض الألم منهم. لكن توجد نسبة من المرضى لا تستجيب لتلك العلاجات أو التدخلات الطفيفة وتحتاج إلى إجراء جراحات استئصال البواسير وذلك لكبر حجمها، ومن بين تلك الجراحات مايلي:
- جراحة استئصال البواسير
تعد جراحة استئصال البواسير هي الطريقة الفعّالة النهائية التي تخلصك من النزيف المتكرر، والشعور بالألم الذي تسببه البواسير بشكل كامل، حيث يتم تخدير المريض واستئصال أنسجة البواسير بالكامل لمنع تكرارها، وتتم الجراحة باستخدام تخدير كلي، أو تخدير نخاعي، أو موضعي. تسبب تلك الجراحة الشعور بالألم لبضعة أيام حتى يتماثل المريض للشفاء الكامل.
- تدبيس البواسير
يقوم الطبيب بتدبيس البواسير المتدلية داخل المستقيم، وهو إجراء أبسط من الجراحة لكنه أقل فاعلية حيث يمكن أن تتدلى البواسير مرة اخري عبر فتحة الشرج، و يتكرر حدوث النزيف وشعور المريض بالألم مرة أخرى، لكن نادراً ما يصاب المريض بعدوى تهدد حياته.
كيفية الاستعداد قبل العملية
يجب على المريض الذي يعاني من الإصابة بالبواسير الالتزام بتعليمات الطبيب، وإخباره بجميع الأدوية التي يستخدمها، وكذلك المكملات الغذائية أيضاً قبل موعد إجراء الجراحة، حيث يمكن أن ينصح الطبيب أحياناً بإيقاف بعض تلك الأدوية، مثل مسيلات الدم قبل الجراحات لتجنب النزيف، وغيرها من الأدوية.
كما يجب الامتناع عن الطعام لفترة معينة يحددها الطبيب حتى تكون مستعداً لإجراء الجراحة.
كيف تتم العملية
يقوم الجراح بعمل شقوق جراحية بجانب الأوردة المنتفخة بجانب كل باسور، ثم يقوم بربط تلك الأوردة حتى لاتتسبب في حدوث نزيف أثناء استئصال البواسير، ثم خياطة تلك الشقوق الجراحية مرة أخرى ووضع ضمادة جراحية حول هذا الجرح .
ما بعد العملية
بعد إجراء جراحة استئصال البواسير في المراكز الطبية أو المستشفيات يقرر الطبيب في أغلب الحالات خروج المريض في نفس يوم إجراء الجراحة، ويصف له النظام الغذائي المناسب والأدوية اللازمة بعد الجراحة كمسكنات الألم وغيرها، وطريقة الاعتناء بنظافة منطقة الجراحة .
كيفية الاعتناء بالمريض بعد العملية
تعد نظافة مكان الشرج من أهم أسباب نجاح عملية البواسير لذلك يجب على المريض الالتزام باستخدام المطهرات والجلوس بماء دافيء بعد العملية.
يجب على المريض الالتزام بمواعيد الطعام المقررة من قِبل الطبيب، كذلك الالتزام بنوعية الطعام الغني بالألياف لتجنب الإمساك ايضاً.
كيفية الوقاية من البواسير
يمكن اتباع العديد من الممارسات التي يمكنها أن تجنبك الإصابة بالبواسير، ومن أهم تلك النصائح ما يلي:
- تناول الخضروات والفاكهة الغنية بالألياف.
- تجنب الإمساك.
- الاهتمام بشرب الماء بكثرة.
- عدم بذل مجهود شديد أثناء التبرز.
- الحفاظ على نظافة منطقة الشرج.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة.